استأذن أولاً، ألا أخوض فوراً في زخم الحوار حول الانتخابات المصرية، وبقاء الرئيس مبارك وفرصة السيد جمال. ولي في ذلك أسباب ثلاثة…الأول هو أنني على اقتناع أن المدخل الصحيح للإصلاح هو من الفلسفة وليس من نظام الحكم، وسأشرح ذلك بالتفصيل في يوم آخر. والثاني هو أنني أفضل ألا تتحول كل قضايانا إلى قضية الرجل الأول، وكأن ذلك هو حل الحلول، فرأيي أن الإصلاح هو منظومة كاملة، والتعامل مع كل بعد فيها هو بقدر أهمية الأبعاد الأخرى، وسنأتي على ذلك في يوم آخر أيضاً. أما السبب الثالث والأهم، والأكثر واقعية، فهو أنني أريد أن أترك لنفسي مساحة من الأنانية الفكرية، أريد أن أركز على ذاتي، وأن أجعل قضيتي الأولى هي عودة الروح. ألست أنا أيضاً جزءاً من منظومة الإصلاح؟؟
واستأذن ثانياً، ألا تكون أول كتاباتي على قدر المرح المناسب لرسم الضحكة على الوجوه، فالقلب يعلوه الصدأ، والعين تحجبها الكآبة، وعلى كل حال، فأنا لا منافسة لي في ميدان الساخرين مع المبدعين في ذلك من الأصدقاء المدونين.وبعد…زمان، كانت حياتي تبدو مثل كتاب تاريخ لم يكتب بعد…لكنه كان مليئاً بالوعود…مثل وعود قارئة الفنجان:”يا ولدي، أراك فارساً في جيش ملء الحياة، قائداً للعسكر، وكبير حراس الملك…ستخوض معارك وحروب…وستخرج منتصراً أحياناً، وتكون شهيداً للأحلام،وسيعرفك الناس، بالحب وبالكراهية، لكن بصدق المشاعر…فالناس يا ولدي يعشقون ويكرهون، وفي الإثنين علامة حياة.وستعرف يا ولدي الحب، ألف مرة، وتكون كل مرة، كألف حب…فقلبك يا ولدي هذا، لم يخلق ليحيا في عالم “العاديات” الممل،ستسافر يا ولدي دوماً، على ظهر خيل من التساؤلات…سترى كل أوطان الفلاسفة، كل إيمان الأرواح، وكل أفكار العقول،وأنت في هذا السفر، ستحكي لكل من حولك، عن عجائب الدنيا التي لا يراها معظمهموأخيراً يا ولدي، ستكون أسيراً للفن، فشقاوة الأطفال التي في عيونك، لا يشبعها إلا إبداع بلا حدود”هذه كانت وعود حياتي، فأما المعارك فقد هربت منها، وأما الحب، فلم أنهل منه إلا ما هو مكتوب في كتب “المسموح”، وأما السفر فقد سافرت، لكنني نسيت ما شاهدت، ولم أحكيه إلا للقليلين، وأما الفن فقد ظل طوال السنين مجرد كلمة معلقة فوق حائط الأمنيات…هل هذه خيبتي، أم هو غباء الوعود؟؟
غاندي، أفتقدك كثيرًا. أتذكرك كلما تذكرت أورفليس. اشتريت كتاب النبي بالإنجليزية منذ أسبوعين وتذكرتك. أتمنى أن تكون مدوّنتك فرصة للتواصل بيننا رغم الأميال التي تفصلنا. سلامي إلى س. أ. ـ
آه أيتها الوعود المنسية!
كم أنتِ رائعة و قاسية في آن
لقد و ضعت يدك يا غاندي على الداء و ربما الدواء معاً، الأمر الذي يعجز عنه أطباء الدنيا
مرحباً بالعودة – التي طال انتظارها- للتدوين
”والثاني هو أنني أفضل ألا تتحول كل قضايانا إلى قضية الرجل الأول، وكأن ذلك هو حل الحلول، فرأيي أن الإصلاح هو منظومة كاملة”
” وأن أجعل قضيتي الأولى هي عودة الروح”
هو ده الموضوع, منظومة صح و أفراد عندهم وعي و مثقف صاحب فكر
يا ألف حمدلله على السلامة
أنا برضه كنت بأسأل نفسي.. هو إزاي غاندي ما عندوش مدونة؟؟
و بعدين ده إحنا بدأنا نكتب بعد ما استفزيتنا في دعوة للتفكير.. يللا، إرجع و استفزني تاني .. حتى تعود إليَ أنا أيضاً الروح