إذن، مرت تقريباً مرحلتان من ثلاثة في انتخابات البرلمان المصري. والنتائج أقل ما توصف به أنها غير مبشرة بالخير، من حيث حصول الحزب الحاكم على الأغلبية المطلقة، وانهيار المعارضة السياسية، وصعود البديل الأخطر متمثلاً في الإخوان المسلمين. لكن… وقبل أن يأخذنا الحوار عن تداعيات الانتخابات – وهو حوار أحب أن أؤجله إلى ما بعد نهاية المرحلة الثالثة – أحب أن نكمل حديثاً قد بدأناه (هنا وهنا) عقب أحداث محرم بك، عن المصالحة الدينية في مصر.
عندما نتصدى لحل مشكلة مثل “المصالحة الدينية” في مصر، نصطدم فوراً بمجموعة من الإشكاليات التي جعلت هذه القضية أكثر تعقيداً في مصر عنها في دول أخرى، وفي هذا الزمن عن أزمنة سابقة.
وأظن – اختصاراً – أنه ينبغي البدء بثلاثة إشكاليات حادة على درجة عالية من الخطورة: المرجعية الدينية، موروث القهر، والتخلف السياسي
المرجعية الدينية
خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، ولأسباب سياسية (انهيار القومية العربية، انهيار الحلم الاشتراكي…)، واجتماعية/اقتصادية (الانفتاح الاقتصادي، أموال الخليج العربي…) وأخرى، تحولت المرجعية الأساسية عند جموع الشعب المصري إلى مرجعية دينية (باستبعاد المرجعية المادية الأقوى تأثيراً بالطبع، والتي لا فِكر لها ولا هدف أبعد من مجرد اشباع الذات). فصار انتماء المواطن الوحيد – بعد الرزق – هو دينه وأحكام دينه. وصار من الطبيعي اليوم أن نعمم هذا الوصف على جموع المصريين، بغض النظر عن الديانة والطبقة الاجتماعية، فما بدأ عند الطبقة الوسطى-المنخفضة المسلمة، ما لبث أن امتد وأثار ردود فعل حتى وصل إلى الطبقة المرتفعة المسيحية، وكل ما بينهما من طبقات عن أصحاب المِلَتين.
وامتد هذا التيار حتى اقتحم كل مكان كان في الماضي مُحرماً عليه دخوله – لأسباب ترتبط بطبيعة هذه الأماكن -، فصارت المرجعية الدينية هي بشكل أو آخر النمط السائد عند قادة الجيش والساسة والصحفيين والفنانين والرياضيين وغيرهم.
وحتى لا ندخل في جدل لا خروج منه، تعالوا نتجاوز السؤال التقليدي عما إذا كانت هذه الموجة المزعومة من “التدين” هي شيء إيجابي أو سلبي، ودعونا نتفق على حقيقة أكثر بساطة بكثير، وهي أن تسلط المرجعية الدينية إلى هذا الحد يُمثل صعوبة واضحة في طريق “التعايش الديني”. فنحن إذاً في موقف أصعب كثيراً من بلاد تعيش أغلب شعوبها على مرجعيات فكرية وفلسفية مختلفة، وذلك لأسباب ثلاثة: الأول هو سهولة طرح الحوار الديني في هذه المجتمعات، طالما يتعامل الناس أصلاً مع الدين باعتباره جزء من مرجعيتهم وليس كلها. السبب الثاني الذي يجعل حالتهم أسهل هو أن التعدد يخلق نوع من الحيرة التي تزيد اجبارياً مساحة القبول، وهي مساحة تقل جداً إن كان الأغلبية الساحقة من الشعب ينتمون إلى طائفتين فقط هم المسلمين السنة والأقباط الأرثوذكس.
أما السبب الثالث فهو مرتبط بطبيعة المرجعية الدينية نفسها، والتي تختلف جذرياً عن المرجعية الفكرية أو الفلسفية. فالدين بطبيعته لا يحتمل الكثير من التسامح مع وجود الآخر، وهذه حقيقة لا يسعنا إنكارها مهما كررنا من آيات وتفسيرات القبول والتعايش السلمي، فهذه كلها تقع على هامش الاعتقاد، بعكس كل مفردات التفرد و”الصواب المطلق” والنرجسية المقدسة، والتي تسكن قلب كل دين منذ نشأته الأولى.
وهذه المفردات لا يمكننا رفضها أو مقاومتها، إنها ملتصقة بطبيعة الدين مثلما ترتبط بالأم مشاعر تفضيل أبناءها على كل أطفال العالم، ونحن مع ذلك لا نتهم الأمهات بالأنانية أو عدم العدل. فلا يوجد – بحسب معلوماتي – دين واحد لا يقوم على فكرة أن “الإله” يطلب من عباده إتباع هذا الدين دون غيره.
النتيجة إذن باختصار، أننا أصبحنا نعيش في مجتمع من قطبين يميل كلاهما نحو المزيد من الالتصاق بدينه، وتغليب هذا الالتصاق على كل أشكال التفاعل الأخرى مع الحياة، مما يُعقد نسبياً من محاولة خلق حياة مشتركة بين الطرفين. وعندما نقول حياة مشتركة نعني بها حياة حقيقية مليئة بالحب والأحلام وتبادل الخبرات والتعاضد… الارتواء من الآخر، ومشاركته في جزء من أرواحنا وغنى حياتنا… عندما نقول حياة مشتركة… فإننا نعني في الواقع “حياة واحدة”.
هل نقترح عليكم أن تقللوا من تدينكم لتتمكنوا من اختبار هذه الحياة الواحدة؟؟ ليس لنا قِبل باقتراح كهذا على أية حال. لكنني أتصور أن المشكلة ليست في التدين في حد ذاته، بل في كونه يمثل القيمة الوحيدة “المحترمة” في حياة معظم المصريين، بجانب السعي المحموم للقمة العيش، والاستهلاك التافه لتسالي العصر الحديث. فإذا ظل الدين هو المجال الوحيد الذي نحترم فيه إنسانيتنا، فستظل “حياتنا الواحدة” هي مجرد خطاب إعلامي لا حقيقة فيه.
هذه إشكالية واحدة… وتبقَّى إثنتان: موروث القهر، والتخلف السياسي… ولهذا الحديث بقية.
تهت قليلا في تعريف معنى المرجعية
فهل يمكن أن تزيدنا شرحاً؟
تعليقاتك كالمعتاد يا درش في موضعها،
المرجعية كلمة مطاطة بطبيعتها مثل “المبدأ” و”الاعتقاد”
فتعريفها مرتبط بمدى الالتصاق بها ومدى تفردها كمصدر واحد في عقل الشخص
في إطار هذا المقال، يمكنني أن أعرف المرجعية بأنها مجموعة التعريفات والمبادئ والأفكار والأحكام والأشخاص والكيانات التي تمثل بالنسبة للإنسان المصدر الأساسي لتعريف علاقته بالحياة وبالناس من حوله
والإنسان عموماً لديه الكثير من المرجعيات المطروحة، سياسية وتاريخية وجغرافية وإيمانية ودينية وفلسفية وقانونية واجتماعية ومادية وعرقية…
وهذه كلها تلتقي في نقاط وتختلف في نقاط أخرى
فعندما أواجه الحياة والناس، أجد نفسي أمام مجموعة من الأسئلة والاختيارات، مثل: من أنا؟ من هو الآخر؟ ما هو هدفي في الحياة؟ ما هي الوسائل الصحيحة لتحقيق هذا الهدف؟ ما هو رد الفعل المناسب تجاه مواقف معينة … إلخ
والإنسان يجيب عن هذه الأسئلة إنطلاقاً من المصدر – المرجعية – التي يختارها
ومن الناس من يختار مرجعية موجودة بالفعل وينتمي لها، ومنهم من يكون مرجعيته الخاصة من عدد من المصادر، ومنهم من لا مرجعية له ولا يغلب على حياته أي نمط له معنى
أتصور أن سؤالك هو مقدمة لتعليق تالي أترقبه بشغف
Well ya I agree with you that religion is the only respected value in the lives of many people ,is it being lazy , having nothing to care about ,No meaning for their lives, Just finding it the only way to prove they know ,they are intellectual , they are superior , their only way out,where is the real meaning behind being religious ?where is the hard work and progress in the country( that all religions urged for )? where is the peacefull life and coexisistence among all people that all religons urged for? People have forget the meaning behind their lives , words and actions.If we were very religious we ‘d have been somewhere else and if we werent religious at all we ‘ d have been somewhere else even better then the place we’re now in.
NOw we ‘re in no where. And what About tomorrow and ourchildren What ‘d they be taught …to be religious (pray)?be coolstill and (know lots of girls)but not too much ?But be peacful apparently (internally hate all your christian collegues they ‘re to go to hell) ? But equality is the core of our religion but ….blabla bala .
I wonder how tomorrow will look like?
A Real Muslim Egyptian Girl
أنا هاسأل سؤال درش بشكل أوضح :
ممكن تترجم المقال؟ 🙂
ـ
ـ”فالدين بطبيعته لا يحتمل الكثير من التسامح مع وجود الآخر، وهذه حقيقة لا يسعنا إنكارها مهما كررنا من آيات وتفسيرات القبول والتعايش السلمي، فهذه كلها تقع على هامش الاعتقاد، بعكس كل مفردات التفرد و”الصواب المطلق” والنرجسية المقدسة، والتي تسكن قلب كل دين منذ نشأته الأولى.
“
مش بس كده…
لا أدري متى بالتحديد بدأ استخدام لفظة “أديان” أي جمع كلمة “دين”، وفي ظنّى أنّ لفظة “دين” كـ”إيمان” و”إسلام” هي كلمات لا تُجمع.
وردت كلمة “دين” في القرآن قرابة الثمانين مرّة، جميعها في المفرد (سواء كجزء من”يوم الدين” أو بمعنى الدين الذي تقصده أنت.)
كيف إذن تحوّرت اللغة العربيّة وجمعت هذه اللفظة التي لا تُجمع؟
حتّى حين أشار القرآن الكريم لمقارنة “دين الحق” بما هو غير ذلك، لم يذكر جمعاً لكلمة الدين، بل أبقاها في صيغة المفرد:
“و الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا” (الفتح: ٢٨)
(مقال بأكمله هنا
في الكتاب المقدّس وردت كلمة “الديانة” مرتين أو ثلاثة على الأكثر؛ ولم تكُن تتحدّث عن “ديانة يهوديّة” أو “ديانة مسيحيّة” بل عن الممارسة الدينيّة/ يمكنك أن تعيد البحث في ترجمات أخرى للكتاب المقدس
e.g., search for religion
عمّاذا نتحدث إذن؟
هل عن الشيء نفسه؟
أم نحن كمن يخاطب أمريكيّاً عن “كرة القدم” ويتصوّر ملعباً بمرميين بينما يتصور الأمريكيّ كرة القدم الأمريكيّة ومعركتها شبه المصفحة…
كان هذه مقدمة لأسأل:
يعني إيه دين؟
ولا تحاوول الرد في مقال لك لأنّني أكتب هذا المقال منذ أسابيع 🙂
ـ
أنتظر إذن مقالك يا رامي عن معنى الدين، لكني أحتفظ بحق الرد في مقال آخر عن الفرق في اعتقادي بين المرجعية الإيمانية والمرجعية الدينية
فأنا أفكر في ذلك منذ مقالة “فزورة الصراع بين الأديان”
هل تظن الوقت حان لكتاب مشترك؟؟
كتاب مشترك؟
هاكتب فيه أنا كلّ يوم وإنت كلّ شهر؟ 🙂
بطل تختفي بقى
لم يكن ما كتبت مقدمة لتعليق بل ربما أميل الى شرح راء 🙂
لكنني كنت اريد منك ان تزيدنا شرحا عن معنى كون الدين اصبح “المرجعية” الوحيدة لحياتنا (وهذه الترجمة من عندي)
فنحن نرى لاعبي الكرة بعد الانتهاء من المباراة وتحقيق الفوز عندما يدلون بالاحاديث التليفزيونية فان كلهم يجمعون ان هذا توفيق من عند الله !!!! وكانهم كانوا يلاعبون الكفار الذين سيهدمون كل المقدسات اذا ما احرزوا هدفا
اريد ان افهم اكثر كيف اصبح الدين هو كل شئ بهذه الطريقة ؟
كما قلت يا غاندي لا نطالب الناس بان يكونوا اقل تدينا، فانا لا ارى المشكلة في الدين وانما هي في مفهوم المرجعية
لقد ذكرت العديد من المرجعيات التي يحتاجها الانسان في مناحي الحياة المختلفة واجد ابن عبد العزيز يصرخ في احدى النقاشات عن شعار الاسلام هو الحل وغيره من الشعارات عن ماذا يعرف هؤلاء أو أولئك عن الاسكان والاقتصاد والتعليم …..
الانتماء للدين قد يكون امرا جيدا ولكن هذه “المرجعية” هي التي تصيبني بصداع لا افهمه
هناك جملة في فيلم المصير (وإن كان ليس أفضل ما أبدع شاهين) إلا إنها قد تعبر من وجهة نظري عن الإشكالية الحالية، تقول أم الشاب المهمش العاطل الذي يفتقد المستقبل و الحلم و أمان الحاضر،و الذي حاول قتل مروان (محمد منير) و لم يفلح عندما تسائلت بما معناه: ما هو طبعا لما حد يجي لك و يقول لك إنك لك قيمة و مهم أكيد حتمشي وراه ما هو برضه كل واحد نفسه يحس أنه حاجة …من حقه). هنا تكمن المشكلة لقد فقدنا احساسنا بذواتنا، تضاؤل واقعنا لدرجة مزرية، من نحن علي خريطة العالم، من نحن علي خريطة الوطن العربي، ما أهميتنا؟ أين رموزنا المدنية و الثقافية التي اعتدنا أن نباهي بها من المحيط إلي الخليج، ما هي الإنجازات التي نجتمع عليها و نفخر بكوننا الجيل أو الأجيال التي طرحتها و ساندتها؟ لا شيء علي الإطلاق، بل هزائم نفسية و غياب صورة الأنا قبل إختلاق الصراع مع الأخر لأن هذا الصراع المختلق هو الشاهد الوحيد علي نرجسية مهانة و صورة ضبابية عن النفس . لذا فلا عجب أن يكون مظهر الدين و ليس الدين نفسه هو ما يحقق لنا هذا الشعور، أزعم أن أبي كان متدينا، وكذلك أبو زوجي، لا أعلم إذا كان يحق لي ذلك، و لكنهما لم يخلطا قناعتهما الإيمانية بأي نزعة عدائية للأخر لأن الأخر كان هو من يحاربني و يقف مني موقف عداء وجودي فإما هو أو أنا، و حتي ذلك لم يعد له وجود اليوم بشكل رسمي فالسلام المبرم يفترض أننا تخطينا هذا الحاجز
مشكلة المصريين في رأيي مشكلة وجود و مستقبل في ظل بلد مهترئ علي كل الأصعدة التيار المتنامي للتعصب و العصاب الديني اليوم هو شكل من أشكال انتشار المخدرات و الأغاني البذيئة و الفن الرخيص و القيم المعوجة للاثرياء الجدد هو نفس الوجه للفساد المنتشر أو فلنقل هو رجع الصدي لهذاالابتذال و الإنهيار الكامل لمنظومة مجتمعنا
علي فكرة لقد عشت و لازلت اعيش هذه “الحياة الواحدة” بكل ما تحمله من صدق حقيقي بعيدا عن قبلات موائد الإفطار و قداس الميلاد، كان مجتمع أبي و لازال حتي اليوم مجتمعي أنا و اولادي ينعم بهذه المباهج المشتركة و الإحساس العميق بجمالها
لكنه محاصر في حدود بيتنا و اصدقائنا حيث نختلق مجتمعا افتراضيا نعيش فيه و كأننا لا نري ما حولنا من قبح
في رأيي أحد اسباب ماتطلق عليه تعصب اسلامي هو تعصب مسيحي غربي موجه تحديدا ضد العالم الأسلامي فأنا اعتقد أن صعود المتطرفين المسيحيين في الغرب-مثل بوش و حكومته- يصاحبه صعود للمتشددين في الدول الأسلامية كنوع من رد الفعل
النقطة التانية اللي احب اوضحها هو تركيزكم الشديد على التيارات الأسلامية المتشددة دون عن تيارات-وأحيانا أفراد- مسيحية متشدة تتجاوز الحدود أحياناو يأخذها الشطط الى حدود غريبة مثل مطالبة بعض الظرفاء في مؤتمر مايعرف بأقباط المهجر بتخصيص 20 بالمائة من مقاعد مجلس الشع للمسيحيين كنوع من التمييز الأيجابي وهو ماأضحكني للغاية فهل نتصور أن الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة على سبيل المثال أو أي دولة اوروبية سو تعطي المسلمين -أو حتى أي اقلية عرقية او دينية اخرى- مقاعد تساوي عدد افرادها في المجتمع
لااعتقد
وهل نتصور ان ممكن يكون في وزير مسلم في الولايات المتخدة او حتى فرنسا -التي من المتوقع ان يشكل المسلمون فيها مايقرب الخمس- لااعتقد و صدقني لو عامل المسلمون-المتعصبون على حد قولك- الأقلية المسيحية بمثل مايعامل المسلمون هناك لما كنت تدون الأن
ولكن علا هناك مشاكل للمسيحيين في مصر تحديدا..نعم و ماحلها حلها في رأيي أن يكون المسيحيون كيان سياسي -مدني- يتحرك لتلبية مطالبة بعيدا عن الكنيسة و ان يتوقف المسيحيين عن مهزلة (التصويت للحزب الوطني ليحميهم من الأخوان) و نبذ انصار التدخل الأجنبي وان يتعظو مماحدث في العراق
N.B: eh ya ramy enta beteshta3’al kam sa3a feelyom kol maro7 blog ala2eek 3amel comment 😉
ممكن توضح معنى المصالحة الدينية
ـ”وهل نتصور ان ممكن يكون في وزير مسلم في الولايات المتخدة او حتى فرنسا -التي من المتوقع ان يشكل المسلمون فيها مايقرب الخمس”
متهيألي المقارنة لا معنى لها بالمرة.
في الولايات المتّحدة العدد ليس هو المعيار بل القوة السياسيّة. فمثلاً في السنوات السابقة كان كلّ الوزراء في الولايات المتحدة من البيض، ومع ذلك كان دائماً بينهم يهود (رغم أنّ اليهود قد لا يتجاوزون 2-3% من سكان الولايات المتحدة).
في المقابل مثلاً بدأ السود الآن يأخذون مكاناً في الوزارات الرئيسيّة (ككولن باول ثم كوندوليزا رايس)، لكن المكسيكان لم يأخذوا حقهم بعد في التمثيل وهكذا. بالنسبة للمسلمين في الولايات المتحدة، فلا يزالون من الأجيال الأولى والثانية من المهاجرين، وأكثرهم باكستانيون وعرب أو مسلمون سود، فالمشكلة إذن في العرق والقوة السياسية وليست في الديانة.
أما في فرنسا، فالأمر أعقد، لأنّ معظم المسلمين من شمال أفريقيا، وأكثرهم يعيشون في فقر ولم يحظوا بعد بحقوقهم في التمثيل السياسيّ.
الوضع مختلف تماماً عن مصر التي لا يعتبر المسيحيون فيها وافدين، وليسوا بعيدين تاريخياً عن التمثيل السياسيّ، بل كان لهم دور (أكبر من عددهم) قبل ثورة يوليو.
بل حتى لنذهب إلى انجلترا، حيث استقر المسلمون بعض الشيء وبدأوا يشكلون الكيانات السياسيّة، هناك أكثر من نائب برلمانيّ مسلم في بريطانيا.
ـ
الموضوع في رأيي لا يقتصر على تقصير المسلم فقط و عدم ذكر التعصب المسيخي الذي يحرك الغرب هو ظلم شديد
خد مثلا السينما الأمريكية فهي تتجنب العرب و المسلمين بشكل كامل في حين انها مليئة بالسود و الاتين حتى و لو في ادوار مسيئة لهم
رغم أنّني لا أحب كلمة “الغرب” قوي، لكن أنا لا أنكر تعصّب أوروپا والولايات المتّحدة، لكن من الصعب تبسيط هذا التعصب واعتباره تعصباً دينيّاً فقط. هو في الأرجح تعصّب عرقيّ، والدليل على ذلك أنّه ضد العرب حتى المسيحيين منهم.
وأنا لم أقل إنّ هناك تقصيراً من المسلمين، لكن لا يجب تشبيه الوضع المصريّ بأوضاع هذه البلاد، التي كانت منذ ١٠٠ عام بلاد مسيحيّة، واليوم أكثر هذه البلاد بها ٢٠-٥٠٪ من الملحدين؛ كما أنّ الإسلام ديانة حديثة نسبيّة في هذه البلاد (لا تقارن بالمسيحيّة في مصر).
لا أعرف لماذا تقول إنّ السينما الأمريكيّة تتجاهل العرب والمسلمين “بشكل كامل”. دي أكيد مبالغة، لأنّ السينما الأمريكيّة تسيء للمسلمين والعرب بشكل عام ما عدا في أفلام قليلة، وآخرها سيريانا.
ولو تقصد الممثلين، هناك عدة ممثلين مسلمون أو أسلموا.
سينما هوليوود متحاملة على الكاثوليك أيضاً بشكل يتضح يوماً بعد يوم، وأنصحك بمشاهدة فيلم دوجما إن لم تكن شاهدته.
ولا يمكن إنكار سيطرة تيّارات ليبراليّة وأخرى متعاطفة مع إسرائيل على هوليوود، وهذا يفسر كراهيتهم للعرب وللكاثوليك.
ـ
هرد عليك في نقط سريعة – اسفا لضيق الوقت- وان كنت اتمنى لو ننقل المناقشة من هنا لي بوست عندك لأن لسه عندي كلام كتير اقوله
اولا بالنسبة لموضوع انتشار الملحدين في الولايات ده لا يلغي تعصبهم ضد المسلمين و مازالت في ذاكرتي ماقرأته عن جيش العاهرات اللى كان مصاحب للحملات الصليبية – الدينية الطابع – يعني من الأخر ممكن واحد مش متدين و يكون متعصب لدينه و دي بنشوفها كتير حتى هنا
ثانيا ماعنيته بتجاهل السينما الأمريكية للعرب و المسلمين هو عدم تمثيلهم داخل الأفلام كأقلية موجودة فعلا و لها وزنها فأحنا بنشوف الأسيويين و الاتين كتير و مابنشوف العرب او المسلمين و قصدي هنا كأمريكي عادي مش فيلم بيتناولهم زي سيريانا مثلا
ثالثاممكن تكتب فيلم دوجبا ده بلأنجيليزي علشان اعرف اوصلو
أسف جداً على عدم الرد مؤخراً… الحياة فعلاً زحمة، لكني مستمتع بكل التعليقات ولدي الكثير من الكلام
ينفع أرد يوم الجمعة؟
هاي –
انا بنت إنجليزية تتعلم اللغة العربية – آسفة على السؤال السخيفة – إي الفرق بين الكلمتين – مشكلة و إشكاليات – هل هي موضوع طريقة الكتابة؟
شكرا
ميكة