لأن الموضوع هام – وليس بالضرورة حقيقي -، أستمر في الكتابة…
لم أستطع تأكيد الخبر من مصادر مستقلة، لقد نشرته جريدة المصري اليوم الصادرة 9 أغسطس، ونقل عنها مصراوي، وموقع إيلاف، ثم قال محمد في التعليقات على مدونتي أنه حقيقي!!
***
ألخص لكم التعليقات حتى يمكننا أن نزيد عليها:
إنسان خردة ودرش و“من الشرق للغرب” شايفين إن المشكلة إن الشعب القبطي قد ترك هذه المساحة من الحرية للقيادة الكنسية بسبب عدم اعتراضه
أنا وميلاد ودرش نرى في التصرف نوعاً من الحماقة السياسية أو بتعبير أخف “سوء تقدير للأحداث الجارية”
مصراوي ورامي يريدون المزيد من الحقائق: هل تم إيقافه لأنه إنضم لحزب الغد تحديدا، أم لأنه انضم لحزب سياسي بشكل عام؟ هل يوجد في سياسة الكنيسة القبطية ما يمنع رجال الدين من الانضمام للأحزاب؟ وهل يوجد حاليا أي قساوسة أعضاء في الحزب الوطني الديموقراطي؟ وإذا كانت الإجابة لا، فهل إذا انضم أحدهم للحزب الحاكم سيلقى نفس المعاملة؟
رامي شايف إن من حق الكنيسة منع القسوس من الانضمام لأحزاب سياسيّة، وأنه لا يجب أن ينضمّ القساوسة لأحزاب
ويختلف معه درش قائلاً أنه لا يجوز للمجمع المقدس ان يمنع القساوسة من العمل السياسي اذا كان هو نفسه يصدر بيانات سياسية
***
إذاً فالحوار حتى الآن له أربعة محاور،
1. هل يصح أن يكون للكنيسة موقف سياسي؟؟
2. هل الموقف السياسي الحالي للكنيسة مناسب (هل هو أخلاقي، وهل هو منطقي)؟؟
3. هل يحق للكنيسة أن تفرض منهجاً سياسياً معيناً على القسس والرهبان؟؟
4. هل يحق للكنيسة أن تشجع رعيتها على اعتناق مواقفها السياسية؟؟ وما موقف الشعب من ذلك؟؟
أدعوكم أن نجيب على التساؤلات واحدة بأخرى، كل تدوينة بسؤال… وسوف أقوم بالتلخيص حتى تصير المتابعة أسهل
***
“هل يصح أن يكون للكنيسة موقف سياسي؟؟”
رأيي الشخصي – والذي أدعوكم للاتفاق أو الاختلاف معه – هو أن من حق بل من واجب الكنيسة أن يكون لها فلسفة سياسية. لكن لا يصح أن يكون لها دور سياسي. بمعنى أنني أرى أن الكنيسة كمؤسسة دينية، ينبغي أن يكون لها مواقف عامة تجاه التحديات اليومية التي يحياها الإنسان المعاصر عامة والمسيحي المعاصر خاصة. وأعني بهذه المواقف إجابات أسئلة كالتالية:
1. ما هو موقف الكنيسة من الدولة الدينية؟ والدولة العلمانية؟
2. ما هو موقف الكنيسة، بشكل عام، من فلسفة الاقتصاد الحر ومدى تأثيرها على الفقراء؟
3. ما هو موقف الكنيسة من الحروب؟ والانضمام للجيش؟
4. ما هو موقف الكنيسة من المشاركة الإيجابية في المجتمع؟ وهل تشجع أبناءها عليها؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير، أرى أنَّ دور الكنيسة هو أن تقدم لها رؤى من منظور إيماني، ودون الدخول في التفاصيل، وعليها أن تتجنب بالأخص الدخول في التفاصيل، حتى لا تضطر لافتعال رأي لا يعبر إلا عن مرحلة زمنية محدودة، فتضحي بمصداقيتها التي تكمن في أن الرؤى الإيمانية عادةً لا تتغير جذرياً بتغير الزمن، بل تزداد نضجاً واتساعاً.
أما ما لا أراه مناسباً على الإطلاق فهو أن تأخذ الكنيسة موقفاً سياسياً من أشخاص أو كيانات أو دول، سواء بالتأييد أو الشجب. أو أن تقرر الكنيسة النزول إلى الشارع السياسي، ودخول الإنتخابات مثلاً، أو قيادة الشعب في ثورة!! فهذا النوع من المواقف اليومية هو حق للمواطن العلماني، أما الكنيسة ككيان ديني – يتمتع بنوع من الحصانة من تقلبات الزمن استناداً على طبيعته – فلا يجوز له أن يتخلى عن هذه الطبيعة وقتما يريد وحسبما يتفق.
رأيكم إيه؟؟
ـ “أرى أن الدعوة لفصل الإيمان عن السياسة لا معنى لها، وبالمثل الدعوة لفصل الله عن المجتمع أو فصل الدين عن الحياة اليومية. الفصل الوحيد الذي أدعو له بقوة هو الفصل بين المؤسسات الدينية والدولة (ولا أقول الدين بشكل عام بل المؤسسات الدينية).
أنا كمؤمن بالله أدعو كل مؤمن أن يجعل حياته اليومية تعبيرًا عن إيمانه بالله وعن تمسكه بمبادئ دينه، وكمؤمن بالديمقراطية أدعو لتطبيقها واثقـًا أن من خلالها تصبح سياسة الدولة تعبيرًا عن إرادة الجمهور بكل ما تحمل هذه الإرادة من جوانب منها الجانب الإيماني والديني دون الحاجة للخلط بين أجهزة الدولة والمؤسسات الدينية مثلما هو الحال في مصر.
تحليلي للموقف هو أن الخلط الكائن في مصر بين أجهزة الدولة والمؤسسات الدينية ليس عبثـًا ولا صدفة، بل هو صفقة ضمنية رمزية يفرضها رجال الحكم ويضطر رجال الدين لقبولها، يتم بمقتضى هذه الصفقة تبادل المنفعة خصوصًا في صالح رجال الحكم، وذلك على حساب الجماهير بصفتهم مؤمنين بالنسبة للمؤسسات الدينية ومواطنين بالنسبة للدولة.”
كنت قد كتبت هذا الكلام في أطروحة من أطروحاتي الدستورية.
ـ
ـ1) قبل ما تبدأ في الموضوع ده، أقترح تعدّي على الدكتور حنّا وتعزمه على حاجة سخنة، وتدردش معاه، علشان لديه تصوّرات يمكن استخدامها كمطلع لمناقشة ظريفة.
2) ماذا عن اقتراحي بعمل رسالة إعلان مبادئ تصعّد للأساقفة؟
أعجبني تعبير انه من واجب الكنيسة ان يكون لها فلسفة سياسية، واعتقد ان هذه الفلسفة يجب ان تعبر عن الاهداف السياسية من وجهة نظر مسيحية، وتترجم الرؤية المسيحية للمجتمع
واتفق معك في هذه الفكرة، وان كنت لا اوافق تماما على تعبير ان لا يكون لها دور لان بمجرد ان تعلن فلسفتها فقد اصبح لها دور، واعتذر انني لا اجد تعبيرا اخر اكثر دقة 🙂
بالنسبة للأسئلة التي وضعتها للكنيسة ان تجاوب عليها فانا لا اوافق على السؤال الثاني الخاص بالاقتصاد لانه في نظري دخول في التفاصيل، نعم من واجب الكنيسة ان تعبر عن اهتمامها وقلقها لتوفير الاحتياجات الاساسية للانسان (طعام، ماء، مسكن ، ملبس، علاج، تعليم)
ولكن من دون المفاضلة بين الانظمة الاقتصادية
وبالطبع كل التحفظات على الاساليب والتفاصيل تسقط اذا ما رأت الكنيسة ان المبادئ المسيحية تتعارض مع أحد هذه المواقف
وهذا يختلف عن أن تكون لهم رؤية مع اتجاه، أعني ان حق الاعتراض دائما محفوظ ولكن التاييد هو الذي يجب ان يكون عليه تحفظات
اؤيد مرة اخرى فكرة راء باعداد رسالة اعلان مبادئ ولكنني اعتقد انه يمكن اعدادها بعد انتهاء غاندي من هذه السلسلة باكبر مشاركة ممكنة حيث اعتقد انها ستثري اي ما ينتج عنها