استسهالاً أم استهبالاً: أراجوزات الانتخابات

تابعت حتى الآن ثلاثة من مرشحي الظل في انتخابات الرئاسة (وذلك باعتبار أن مرشحي النور هم مبارك وجمعة ونور بحسب شهرة ما قبل الانتخابات)وكل ما أستطيع أن أقول هو “مسخرة”ما بين مرشح للرئاسة يعلن أنه شخصياً مقتنع بمبارك وسينتخبه، وآخر يدعو – كرئيس جمهورية – إلى مظاهرات في الشوارع كأسلوب لمقاومة احتلال أمريكا للعراق، ويؤكد عودة القطاع العام ويعتمد في حملته أن مصر كلها من “المسلمين العرب”، وثالث يدعو إلى “وحدة أفريقية” يحكم فيها كل زعيم بلده كما يشاء وبلا تدخل من أحد !!؟؟!!وأخذ الثلاثة “راحتهم” في الجلوس والضحك والعصبية وحركات الوجه، بما لا يتفق مع أبسط قواعد الأداء التلفزيوني لمرشح انتخابات.في تقديري كمشاهد يبحث بلهفة عن اكتشاف زعيم محتمل جديد، أن الأداء العام للثلاثة كان كارثة تصيب بالإحباط… وتؤكد أنه “مافيش فايدة”وأتساءل لماذا؟ وأجد ثلاثة تفسيرات:1. بما أن هؤلاء المرشحين لا أمل لهم فعلياً، فهم لا يتعاملون مع الموقف بجدية2. هذه هي حدودهم الحقيقية وحدود خبرتهم، وهذه هي برامجهم التي يعتقدون أنها جيدة3. هناك اتفاق أصلاً بين هؤلاء وبين الحزب الحاكم، ليقوموا بدور “الكومبارس” في لعبة تستهدف أساساً “تخويف” الناس من عواقب انتخاب من لا يعرفونه.وأتصور أن الاحتمال الأول غير مقبول، فبغض النظر عن فرصة الفوز، إذا كنت رئيس حزب، ولديك الفرصة أن تظهر أمام كل وسائل الإعلام بصورة مكثفة، وأن تعرض نفسك كرئيس جمهورية محتمل، فلا يوجد أي سبب يمنعك من أن تبذل كل الجهد الممكن في أن تظهر بمظهر جيد، لعل ذلك على الأقل يأتيك بمقاعد في مجلس الشعب، أو يحصل لك على أصوات يفتخر بها أبناءك. وإلا فلماذا دخلت اللعبة أصلاً؟؟فأما الاحتمال الثاني، فهو يدور حول تعريف “كل الجهد”. وهنا المقياس مختلف بالنسبة لكل إنسان، لكننا نتحدث عن رؤساء أحزاب، رأوا في أنفسهم الكفاءة لقيادة وطن!!! ألم يقرأ واحد منهم أبسط كتب “كيف تكون مقنعاً” مثلاً، بل ألم يقرأ واحد منهم كتاب “الأمير” لميكيافيلي والذي تكرمت مكتبة الأسرة وقدمته لنا بجنيهين منذ عامين أو ثلاثة. ألم يتابعوا مناظرات الرئاسة الأمريكية؟؟ ألم يحضروا أي مؤتمرات اقتصادية؟؟ ألا يشاهدوا البرامج الجادة على الفضائيات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هو الاستسهال، أم أن حال مرشحينا هو علامة واضحة عن مقدار النضج السياسي في طبقة محترفي السياسة؟؟إننا نتحدث عن مستوى بديهي من التحضير والقدرات، لا علاقة لها بهذه الانتخابات، بل هي في الأساس أشياء مطلوبة في أي “مدير”، فما بالكم برئيس حزب.أما الاحتمال الأخير فهو مرفوض بالنسبة لي – رغم أن الكثيرين سيعتبرونه هو الاحتمال الوحيد – فأنا لا أتصور أن يقبل أي إنسان القيام بعمل نجاحه فيه هو أن يفشل. إن العاهرات يبذلن كل الجهد كي يُسعدن الزبائن، لأن ذلك هو ما يضمن لقمة العيش، والجواسيس يفعلون كل شيء من أجل أن يكونوا محط إعجاب، لأن هذا هو ما يوفر لهم العلاقات والمعلومات… وأنا لا أتصور أن يقبل رئيس حزب مصري اتفاقاً يضعه في مرتبة أقل من العاهرات والجواسيس، فيكون هدفه هو أن يطل علينا “كأراجوز” لا يُضحك، يريد أن يقنعنا أنه لا يصلح، أو أن غيره هو الذي يصلح.أشفق عليهم من قسوة الكلمات…ثم أعود فأشفق علينا من مستقبل لا رجاء فيه

Author: hany.shoukry

8 thoughts on “استسهالاً أم استهبالاً: أراجوزات الانتخابات

  1. أنا أميل للاحتمال الثاني لو أنه ليست هناك احتمالات أخرى و يبدو أنه ليس هناك احتمالات أخرى.. و كما ذكرت أنت حرفياً أنهم يظنون أنها برامج جيدة .. من منطلق شوفوا راجل الشارع عايز ايه و انا حعملهوله بغض النظر عن الاحتياجات الحقيقية الأعمق لرجل الشارع .. مأساتنا أننا ننظر تحت أقدامنا .. أو هذا هو رأيي الشخصي

  2. بصراحة يا غاندي، أنا كل إللي شفته في التليفزيون بيضحكني.. الضحك إللي و أنت بتضحكه، بيقطع في قلبك من جوة
    تفتكر فعلاً مافيش فايدة؟؟

  3. لللأسف العاهرات أكثر شرفا من السياسيين في الزمن ده ..ومع ذلك جايز فعلا هي دي حدود إمكانياتهم في تصور مستقبل لمصر ولو أن ده كمان بيصب في التمثيلية الكبيرة اللي حصرت المرشحين في رؤساء الأحزاب بس ومنعت المستقلين


  4. مش عارف أعلق على التعليقات بصراحة
    كل ما أجي أكتب، أفتكر كل مرة منتخب مصر بيتغلب في ماتش كرة
    كل مرة، بلا استثناء، بنبقى فاكرين إن اللعيبة هيطلعوا بقدرة قادر جبابرة وأحسن لعيبة في الدنيا

    وبعدين بنكتشف الحقيقة
    إحنا فريق تعبان
    اللعيبة والمدربين والاتحاد

    وده احساسي في الانتخابات لحد دلوقت
    رؤساء الأحزاب…رؤوس الحربة
    مش بيفهموا في اللعبة
    حسرة…حسرة…حسرة

  5. من كام يوم فى العاشرة مساء جه واحد رئيس حزب مصر الإشتراكى وكان سعيد جدا انه رفع قضيه على جميع الزعماء العرب ال22 عشان مانفذوش ماوعدوا به شعوبهم … طب ياعم خليك هنا الأول وبعد ماينصلح الحال روح لهم ..قضايا ايه زكلام فارغ ايه …حرام حرااااااام ده احنا بشر ياعالم

  6. مش يجوز فيه سبب ثاني: وهو إن انت اللي مستواك أعلى من المطلوب في “الشعب”؟
    يعني هؤلاء الناس يتحدثون إلى بشر هما الشعب، المشكلة يا غاندي أن تعتبر نفسك الشعب، بينما أنت أي شيء “إلا الشعب”
    الشعب يا غاندي لا يستطيع أن يقرأ – ناهيك عن أن يكتب – جملة واحدة من تلك التي كتبتها في تدوينة مذكرات المراهق، لذلك فأنت لست المقصود
    كانت لنا صديقة تعمل في شركة “إيريال” وكان معظم العاملين في الشركة من خريجين الجامعة الأمريكية ومستوى ثقافي معين وهكذا
    كنا نقول له: “ما هذه الاعلانات المتخلفة بتاعة “أنا جبت لجوزي بروفل” و”إيريال إيريال” أو أو؟ والعيال التي تأكل كأنها معيز وتسقط كل الأكل على هدومها؟
    فقالت لنا: لستم أنتم المقصودين بالاعلان، فلا يهمنا يعجبكم ولا لأ، بالعكس معنى إنه لم يعجبكم أنه سيعجب أغلب الشعب من “الفئة” الغالبة
    انتخابات انتخابات أو أو

Comments are closed.