هذا الرجل يستحق بعض الأصوات

أعجبني أسامة شلتوت…فهو مصري صادق النية، طيب الملامح والشخصية، وهو جاد في البحث عن الحقيقة والالتزام بها.وحين يتكلم شلتوت عن الآخرين فهو لا يُجامل ولا يبحث عن كلمات “وسطية”، لكنه يحترم الجميع، فينتقد مبارك، لكن يلقبه ب”الريس مبارك” – بلهجة فيها شيء من الحب!! – ، ويحكي عن “الأستاذ صفوت”، والأستاذ “كمال حلمي”.أعجبني أسامة شلتوت…لكني لن أنتخبه، فأنا أختلف مع الكثير من أفكاره، كما أن الرجل يعيش في عالم “مثالي” ساذج، هو يرى نفسه على غير حقيقتها، ويرى العالم من خلال نفسه. لكنه – أكرر- شخص صادق.كل من رأيت من مرشحين حتى الآن أجبروني أن أستبعدهم تماماً من حساباتي بعد الدقائق الخمس الأولى، أما هذا الرجل، فمع أني لن أنتخبه، إلا أنني أحببت الاستماع إليه، وأحب مناقشته في المستقبل، واستضافته في موقعي للحوار معه.يدَّعي شلتوت أن له فلسفته السياسية الاقتصادية الاجتماعية الدينية الخاصة، فلسفة “التكافل”.وتطبيق “التكافل” اقتصادياً يعني بالنسبة له أن يُوزع جزء من “خيرات مصر” على كل المصريين بالتساوي (مئه جنيه شهرياً)، ويترك الباقي للمنافسة المفتوحة!لكن الرجل المجتهد لديه دراسة من ألف صفحة للقضاء على البطالة. وإن كان أحد مبادئها أن نُخير المستثمرين في المشاريع المسموح لهم اقامتها، ولا نترك لهم القرار حراً، وأنا أعتقد أن هذا كفيل بعزوف المستثمرين عن الاستثمار أساساً.وتطبيق “التكافل” على السياسة الداخلية جعل شلتوت يقترح حكومة ثلثها من الحزب الوطني، ثلثها من المعارضة والمستقلين، وثلثها من حزب التكافل (فيهم زوجته وإبن عمه)وقد أعجبني في حكومته اختيار أبو غزاله وزيراً للدفاع، ورفعت السعيد – حزب التجمع – للثقافة أو الإعلام. وأعجبني أنه فصل وزارة الشباب عن وزارة الرياضة والبطولة (الأولى أعطاها لحمادة إمام والثانية لمحمود الخطيب، طبعاً لأجل التكافل بين الأهلي والزمالك).و”التكافل” في السياسة الخارجية يعني أن ننظر أولاً إلى دائرتنا المقربة – دول حوض النيل – ونتكافل معهم، ثم ننظر إلى الدائرة العربية ثم الإسلامية ثم العالمية. وأعجبني هنا أنه يرى التكافل ليس على مستوى الحكومات، بل على مستوى الشعوب: الجمعيات الأهليه، الإذاعة والتلفزيون، الرياضة… وهكذاوأقسم شلتوت أن يكون أول قراراته هو قانون محاسبة رئيس الجمهورية، حيث يُحاسب الرئيس بعد ثلاث سنوات من حكمه (نصف المدة)، وإذا لم يف بوعوده فليعزل أو يسجن من ثلاث إلى سبع سنوات. ولا أعلم لماذا لم يفكر في أن يختصر مدة الرئاسة إلى أربع سنوات وخلاص!! ومن الذي سيسجن رئيس مصر إن شاء الله؟؟أما “تكافل” شلتوت الديني فهو مُحير إلى حد كبير. فهو يُطالب بجمع كل علماء الأديان والوثنية والإلحاد في قصر كبير، ونتركهم يتباحثون ويتحاورون، ثم يخرجوا علينا ليخبرونا بالدين الحق. ويقول أن كل شخص من حقه بعد ذلك أن ينضم لهذا الدين الحق أو يبقى على دينه. ويتصور أنه بذلك سيقضي على مشكلات صراع الأديان في العالم.ويقول شلتوت: “لو كان رئيس أمريكا مسلم، فلنتركه يحكم العالم” !!!!!!!!!!!!!ويعتمد شلتوت بشكل أساسي على كونه من الأشراف (سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، وشعار حملته: “حرام واحد من التسعة يبقى رئيس مصر، وعندنا الشريف/ أسامة شلتوت).ويرى شلتوت أنه أفضل المرشحين لأن كلهم “أحاديو التأهيل”، بينما هو – بجلالة قدره – خماسي التأهيل (دارس محاسبة وحقوق واقتصاد ودراسات إسلامية وعسكرية).ورغم كل هذا الكلام اللي في اللابوريا، أو في عالم والت ديزني، فقد أعجبني أسامة شلتوت بحق، وأتمنى أن يحصل على بعض الأصوات ليبتسم. وأتمنى أن ألتقى به مرة وجهاً لوجه، ليستمر الحوار.

Author: hany.shoukry

5 thoughts on “هذا الرجل يستحق بعض الأصوات

  1. حلوه فكره محاسبه الرئيس بس فعلا مين الى هيسجنوا!!!!!!!!

    وطبعا اعترض على ان لو رئيس امريكا مسلم يحكم العالم مش عارفه ليه مش بالعاها

  2. المشكلة انى الكل بيدعى انهم من سلالة النبى عليه الصلاة والسلام

    والحمد لله انه صلى الله عليه وسلم برئى منهم
    وان الاسلام لا يعطى حجة لاقرباء النبى صلى الله عليه وسلم

    يعنى كلنا سواء

    والاهم هنا
    ان المرشحين فعلا
    مرشحين يعنى
    عاوزين يتركب لهم جلده
    عشان الرشح

  3. يابني إيه اللي بتقوله بس. هو إحنا فاتحينها هيئة خيريّة؟ يعني إنت عايزنا نتبرع له بشويّة أصوات عشان مراعاة مشاعره؟
    دي معركة انتخابيّة للرُكَب، على الأقل فيها منافسة جامدة على المركز الثاني.

    أمّا “التمثيل المشرّف” فده ممكن نهديه للكابتن الجوهري.
    ـ

  4. بصراحة أنا مش عاجبنى أي حاجة من اللى قالها خالص لأنه ببرنامجه ده ممكن يترشح بيه للرئاسة جمعية خيرية ( و مش أكيد هيكسب )و ليس رئاسة دولة
    فافكاره الاقتصادية تودى في داهية و رؤيته السياسية للعلاقات الخارجية مضحكة و لا علاقة لها بأى أعراف سياسية
    كما أنه يعتمد على كونه مسلم و من الاشراف و هذا فكر طائفى مرفوض تماماً

Comments are closed.